في عالم الاقتصاد الحديث، هناك مقولة شهيرة: “لا يوجد غداء مجاني” (There is no such thing as a free lunch). هذه العبارة تُشير إلى أن كل شيء له ثمن، سواء كان مادياً ملموساً أو معنوياً غير مباشر. وهذا المبدأ ينطبق بشكل كبير على تطبيقات وخدمات الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) المجانية.

عند تصفح متاجر التطبيقات أو الإنترنت، ستجد عدداً هائلاً من تطبيقات وخدمات الـVPN التي تُعلن عن تقديم خدماتها مجاناً. لكن السؤال هنا: هل هذا “الكرم” الحقيقي يهدف فعلاً إلى مساعدة المستخدمين؟ أم أن هناك ثمناً خفياً يُدفع مقابل ذلك؟

الوجه المظلم للـVPN المجاني

تقرير سيبراني حديث كشف عن واحدة من هذه الخدمات المجانية، وهي Big Mama VPN، المتوفرة مجاناً في متاجر التطبيقات. المفاجأة؟ هذا التطبيق يُتيح للمشترين استئجار صلاحية الوصول إلى أجهزة المستخدمين الذين قاموا بتثبيته. والأسوأ من ذلك، أن الخدمة تُقدَّم بأسعار زهيدة لمن يرغب، مما يزيد من خطورة الأمر.

ووفقاً للتقرير، هناك أكثر من 21 ألف جهاز في منطقة الشرق الأوسط مُتاحة للإيجار دون علم أصحابها.

المخاطر الحقيقية

الأمر لا يتوقف عند استغلال جهازك بشكل تجاري، بل يمتد إلى استخدامات قد تكون غير قانونية. من بين هذه الاستخدامات:

1. شن هجمات سيبرانية تستهدف أفراداً أو مؤسسات.
2. تغيير عناوين الشبكة (IP Address) لتنفيذ أنشطة مشبوهة.
3. استغلال جهازك للوصول إلى خدمات محظورة أو محدودة جغرافياً.

الخلاصة

عندما يتعلق الأمر بخدمات VPN مجانية، تذكر دائماً أن ما يبدو مجانياً قد يكون مكلفاً للغاية. فالثمن الذي تدفعه قد يكون معلوماتك، خصوصيتك أو حتى أمن جهازك.

ويمكنك أيضاً التواصل معنا في سايبرسنشي لتبدأ رحلة الأمن السيبراني وتبسيط المهام السيبرانية لديك كما يمكنك أيضاً قراءة المزيد من مقالاتنا.